اسميته رماح قبل أن اتوجه اليه ..................وصلت الى الكومة ودرت حول الجميزة وأنا استعد لمواجهته بعد ليلة طويلة قررت فيها أن المسه وظلت الافكار السوداء تحيك حولى شبكة متداخلة من النتائج الواحدة منها كفيلة بهروبى من هناك فى الحال.. نظرت الى كل ما حولى فلم ار له أثر .. أيكون حلما وانتهى .. لااعرف لماذا استرحت لتلك الفكرة ؟!!.. وقررت ان اجلس الى الجميزة كعادتى أقرأ قصاصاتى التى جنيتها من حصاد يومين من لفافات الاطعمة وبقايا كتاب قديم وجدته فى صندق قديم تحت سرير والدى، كانت الكتب المسموح لى قرأتها فى بيتنا عزيزة .. الكتب معناها والدى، وقد فقدت ثقته حين تركت كتابا شدنى اليه لونه من مكتبتة البسيطة الزاخرة .. فالتقطه أخى وظل يعضعض فيه ويسن اسنانه الشبيه باسنان دراكولا حتى مات الكتاب صريعا تحت لعابه وانيابه التى لاتبقى شيئا تصل اليه أصابعه .. ومن يومها .. حرمنى ابى من لمس كتبه او حتى النظر اليها وحددت لى مسافة عشرة خطوات بعيدا عنها ..
ربما كان هذا سببا فى تقديرى لاى ورقة تقع فى يدى حتى كاد الامر ان يصل الى حد المرض فأفاجأ بتلال من الايصالات و كعوب شيكات صرف او اغلفة او حتى ماركات الملابس والاحذية والحقائب ..لم ارد ورقة ابدا وكأنى على عقوبة انفذها فى خدمة كل من يعطينى ورقة ..الى أن اضطررت يوما ان اضع مكتبتى الخاصة فى عدة صناديق واتركها لدى والدتى حتى يتوفر لى مكان مناسب لوضعها فاختارت لتخزينها مخزنا ملحقا ببيتنا ..وياتى اخى بكلب للحراسة ويبيت فى المخزن فيبول على كتبى وتسكنها الحشرات .. فيعطيها ابى لمشتر للربابيكيا ودونما مليم واحد يطفى غليلى ظنا منه انها اشياء قديمة استغنيت عنها وطلبت من امى التخلص منها فأثرت الاحتفاظ بها ..لا ادرى كم بكيتها وكأنى فقدت اولادى فى بالوعة صرف ... ولكن ما خفف عنى كان حزن أبى حنيما اكتشف جرم ما فعل .. كان حزينا كسير القلب يكاد لونه أن يحاكى لون جلبابه الابيض وارتعشت يده وصوته وهو يردد (لاحول ولاقوة الا بالله ) ساعتها هانت كتبى وهانت الدنيا فقبلته وأنا أجلس على يد مقعده والفه بذراعى:-( طاب اللى خدته بالنص طيب)فما كان منه الا وقفش المداعبة كعادته اللماحة الكارهة للحزن والانقباض (ماانتى اللى جاموسة هو حد يحط كتب تحت رحمة امك برضه اشربى بقى ..)
شئ قوي بينى وبينه رغم اختلافنا الدائم فى أرائنا فى موضوعات كثيرة ..لكن لم تنته ابدا مناقشة بيننا باتفاق ولا بخصام او ضيق .... وحينما اسكت عن مواصلة الجدال .. يفرح شاتما (ها سلمتى؟ )فارد عليه (هه !!!ابدا وحياتك انت يا حججيج .. كل الحكاية انى حجيب لروحى الشتيمة انت يا عم لما بتتزنق يا تشتم يا تقفش وشك عشان تخوفنى فاسكت احسن .. على ايه ما اخدها من اصرها اكرم) فيرفع عصاته امشى امشى يا بت ال... )وحينما يحب احد اخواتى البنين الصيد فى الماء العكر يرفع عصاته ويلبه الخبطة المعتبرة وهو يقول (هو فيه حد فيكم بيفهم زيها .. دى هى اللى خلفتها فيكم يا بهيم ) !!!!!!!!!!!!!!!!
فتحت الكتاب وجلست اقرأ ومابين الوقت والاخر اتلفت ربما اراه لكن هيهات ومر الوقت وغربت الشمس ولم يظهر له اثر ، اصابتنى خيبة امل كبيرة ..فنكست راسى وجررت رجلى وانا انزل الكومة .. وبعد خطوات فى نزولى سمعت صوته فنظرت فى اتجاه الصوت فوجدته واقفا بقوامه الرائع الذى يستدعى صورة صلاح الدين المتمثلة فى احمد مظهر ايامها .. تسمرت فى مكانى وأنا انظر اليه وانعقد لسانى وعشرات الافكار تتسارع فى عقلى ونبضات قلبى ترتفع حتى خشيت ان يسمعها فتفزعه فيهرب .. لكن سبحان الله اقترب منى محافظا على مسافة جانبية وهو يضع رأسه فى الارض فحاولت أن ارفع يدى لالمسه فلم يقوى ذراعى على طاعتى .. فاصدر صوتا بشفتيه وهو يهز شعر رقبته الناعم الجميل الذى لم تخف عدم نظافته جماله ونعومته .. وشعرت فجأة بالجوع الشديد فتنبهت اليه وهمست (انت جعان ؟؟؟) وجال فى خاطرى انه ربما لم يأكل منذ الامس فجريت الى بيتنا فوجدت أبى وسألته (بابا هى الحصنة بتاكل ايه ؟؟ فقال لى فسيخ) فدخلت الى الثلاجة فلم اجد اثرا للفسيخ ففتحت باب المبرد فوجدت كيس سمك فأخذته والتقطت منشفة أخفيته فيها ثم اندفعت الى رماح وانا افرك الكيس بالمنشفة حتى يزول الثلج ووضعت السمك على المنشفة امامه وقد بدا الظلام يهبط بكثافة فيبعثر الخوف داخلى وانا استحثه على الاكل وكان يهز راسه بقوة وانا اناشده (كل الله يخليك بأى الدنيا لييلت )فيبتعد عنى نافرا من السمك وانا اقربه منه ثانية (كل بأىىىىى) فينطق لسان حاله وهو يصهل بشده (انتى هابلة ولا ايه)؟؟فازددت غما وخشيت ان اترك السمك فلملمته فى المنشفة وانا اتمتم (اتفلأ بأى وأنا اجيبلك فسيخ منين ؟مش تقول الحمد لله )ومشيت غاضبة لكنى فزعت من صوت صرصار الليل وهو يعلن تتويجه صاحب الوقت وأدركت انى على وشك علقة بنت ناس فبالتأكيد اكتشفوا غيابى ..واتهمت امى ابى بافسادى بتدليله لى فخرج يبحث عنى .. فتلفتت الى رماح بنبرة عتاب وتحميله المسئولية (عاجبك كده اهى الدنيا ضلمت وحترن علقة بسببك)ونزلت اجرى وانا اقرأ الايات الاولى من سورة يس ولعدم حفظى لها كنت اعيدها وانا احاول تذكر ماذا قال لى ابى من ادعية الحفظ عند الخوف ولم يتركنى رماح فظل ينزل معى وهو يقترب شيئا فشيئا حتى تلامسنا فى كثير من الاحيان فلم اشعر بخوف منه ولكنى شعرت بامان عجيب جعلنى امد يدى فى انعكاس اضواء البيوت الباهته الى ماطالته يدى لاطبط عليه وانا اهمس حتى لايسمعنى العدو الخفى المتربص فى الظلام فأوقظه .. انا سميتك رماح ..ماشى؟؟؟ فحرك راسه فاعتبرتها بمنتهى الديمقراطية موافقة ..
وحينما وصلنا للشارع المودى الى بيتى والمضىء اضاءة خافته وجدت ابى واخوتى ينتشرون فى كل مكان .. فسقط قلبى ورميت السمك..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليقان (2):
اول تعليق
هييييييييييييييييييه
هقرا وهرجع تاني
هو انا مش فاهمه حاجه لاني
مش متابعه من الاول
بس القصه حلوه
تسلم ايديكي
تحياتي ليكي
إرسال تعليق