السبت، 16 فبراير 2008

1.. وحشتنى


افتقده بشده .. كل يوم ورغم انه مر عليه اكثر من خمسة وعشرون عاما الا انى اتوق اليه ..والى لحظات من الله بها على ّ ، لم تكن لتكون لمن هم فى ظروفى ولكنه حدث لى انا دون غيرى ..
كان بيتنا يقع قريبا من تلة رملية .. كنت اهرب من امى حتى لاتطالبنى بالمزيد من المشاوير واعمال البيت.. ، احمل كتابى واهرب الى مخبئى الصغير تحت شجرة الجميز التى كانت ننعم بها فى كل مكان فى طفولتى .. كنت احنق على الاولاد حينما يحتكرون الكومة كما كنا نسميها ويلعبون الكرة الكفر وكنت اترقبهم من حين لاخر حتى يملوا ويتركوها فاسرع اليها وانا اتأمل الكثبان الرميلة التى لم تفسدها أقدامهم العمياء ..
أقرأ وأقرأولا امل ابدا ولا انتبه الاحينما لااكاد ارى.. فادرك ان الشمس قد غربت ..فاعود لانال ما لذ وطاب من أمى ..
وفى مرة وجدته واثنان يبدو عليهما الخشونة والقوة يمسكانه بقوة فى محاولة يائسة للسيطرة عليه دون جدوى .. ورغم السياط التى تنهال عليه .. كان عنيدا يرفع قائمتيه الاماميتين محاولا الخلاص من قيوه التى تزداد حول عنقه كلما حاول الفكاك منها .
كان جميلا ..جميلا.. لاحد لجماله.. وكنت صغيرة ولااملك الاكتابا ينام بجوارى كل ليلة .. ودنما تفكير هرعت اليه وانا اجذب الرجل الذى على يمينه وانا ازم على شفتى ..سيبه سيبه ..فلم يكن من الرجل الا وقذف بى بطول ذراعه ..فوقعت على الارض وانا اكاد اسف التراب ولمحته وقد زاد غضبه وارتفع صهيله وزادت حدة قوائمه حتى افلت الحبل من الرجلين فانطلق وهو يقفز دون هدى وكنت فى مرمى حوافره فشلت اطرافى وعجزت عن التحرك من امامه وانا اسند بذراعى خلف ظهرى على الرمال وواغمضت عينى بشدة ولكن لم يحدث شىء ففتحتهما لاجده تفادانى لااعرف كيف ومر بجانبى .. سألنى الرجل وهو يكاد أن يقتلنى
- مين ابوك يا بت انت ؟؟؟
فقمت بسرعة واسرعت اجرى وقد نسيت كتابى عند الشجرة .

ليست هناك تعليقات: